الصيف والسفر ومواقف «سخيفة»
حسناً فعلت وزارة الخارجية ومن منطلق حرصها على سلامة المواطنين بأن قدمت مجموعة من النصائح والإرشادات التي تكفل لهم قضاء إجازة سعيدة في الدول والمدن التي يقصدونها خلال أشهر الصيف، كي يتجنبوا مواقف كثيرة تنغص عليهم سفرهم وتدفعهم للعودة بعد أيام،
كما حدث لتلك الأسرة الكبيرة التي قصدت دولة عربية برا، وبعد يومين من وصولهم توجهوا لتناول طعام الغداء في مطعم في مدينة صغيرة تمتاز الحياة فيها بالبساطة والمعيشة فيها غير مكلفة. عشرة آلاف درهم ثمن الوجبة التي كانت عبارة عن مقبلات ومشاوٍ ليس أكثر.
ومع رفض الأسرة الرضوخ لطلب المطعم بدفع هذا المبلغ الكبير، وإصرارها على طلب قيمة فاتورة معقولة من دون مبالغة، جاءهم الرد من إدارة المطعم والعاملين فيها بالسكاكين واللكمات، لم يسلم منها لا الكبار ولا الصغار ولا النسوة ولا حتى المسن، بل أكثر من ذلك قاموا بحجز النساء في المطعم وأسمعوهن كلاما جارحا، لولا تدخل سفارة الدولة التي خلصتهم من بين أيديهم ونقلتهم إلى المستشفى هناك لتلقي العلاج وأمنت للأسرة مكانا آمنا بعد تلقيها تهديدات بإلحاق الأذى بأفرادها.
هذه المشكلة انتهت على خير، وتمكنت السلطات من تأمين سلامة المواطنين، ولكن حتى لا يتكرر مثلها وحتى لا تصبح ذكريات الصيف بمثابة كابوس للأسر التي تختار قضاء إجازتها الصيفية خارج الدولة، لا بد لوزارة الخارجية وعبر سفارات وقنصليات الدولة من توجيه الناس بشكل مباشر وخاص وليس الاكتفاء بالإرشادات التي ربما كانت صالحة أكثر للمسافرين إلى الغرب، ولكن لبعض الدول العربية وضع خاص في طريقة تعاملها مع الخليجيين عموما، وهي لا بد للمسافر إليها أن يتسلح بمعلومات وحقائق أخرى، حتى لا يقع ضحايا ممارسات تبدر من بعض الناس.